حتى تكون الترجمة إبداع فني فقد تحتاج إلى ادوات الترجمة الجيدة التي تساعدك على إخراج ترجمة ذات جودة عالية تلبي متطلبات العميل وتصل إلى مستوى إعادة ورضاه.
حيث إن عملية ترجمة النصوص تتخطى مجرد القيام بتحويل بعض الكلمات من لغة إلى أخرى، بل تعد عملية احترافية يجب على المترجم فيها أن ينقل المشاعر والمعاني.
إضافة إلى خلفيات النص بطريقة دقيقة وواضحة، وحتى يتمكن المترجم من القيام بكل تلك الأمور يحتاج في عمله إلى مجموعة من الأدوات التي تسهل عليه تلك المهمة، وتجعل نتائجها ذات جودة عالية وأكثر احترافية.
أفضل ادوات الترجمة
يوجد الكثير من ادوات الترجمة التي يتمكن للمترجم من الاستعانة بها أثناء مراحل أداء عمله المتنوعة، فمنها ما هو تقليدي ومنها ما هو متطور وحديث، ومع التطور التكنولوجي الذي نشهده في الأيام الحالية، ظهر الكثير من أدوات الترجمة بتحديثات متطورة.
حيث ساعدت بشكل كبير على جعل عمل المترجم أكثر بساطة وسهولة، كما جعلت إنتاجه أكثر جودة ودقة، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف على أهم الأدوات التي يتم استخدامها في عمليات الترجمة:
أولًا: الأدوات التقليدية
الأدوات التقليدية هي مجموعة من ادوات الترجمة المتعارف عليها من زمن بعيد، ويستعين بها معظم المترجمين في مهمات عملهم اليومي، وتشتمل على:
المراجع والكتب
تعتبر الكتب والمراجع من أبرز ادوات الترجمة التي يحتاجها كل مترجم، حيث إنه لا يمكن أن تقوم بترجمة دقيقة بدون أن تكون ذات معرفة كبيرة، ولا تتمكن من الحصول على هذه المعرفة بشكل دقيق جدًا إلا عن طريق الكتب والمراجع المتخصصة فيما ترغب في التعرف عنه.
من أهم الكتب التي يحتاج لها المترجم هي الكتب المرتبطة بكل قواعد اللغة الهدف والمصدر، وكتب عن المجتمعات التي يستهدفها بترجماته، إضافة إلى المراجع المرتبطة بمجال التخصص الذي يعمل فيه ليكون على دراية بكل جوانبه،.
بالإضافة إلى الكتب التي تشتمل على مناهج الترجمة الحديثة لاستعمالها في عمله.
المعاجم والقواميس
يلجأ المترجمين في أعمالهم إلى القواميس والمعاجم في اللغة الهدف والمصدر من أجل تجميع أكبر حصيلة لغوية تساعده على اختيار ألفاظ دقيقة في وقت الترجمة.
حيث إن المعاجم والقواميس تساعد على كشف كل مشتقات الكلمة وجذورها الأصلية وغيرها العديد من الأمور التي تسهل نقل النص في سياقه السليم والصحيح.
المكنز اللغوي
يعد بمكانة كتاب أو مجلد يشتمل على مجموعة من المعلومات أو الكلمات المرتبطة بمجال معين، إضافة إلى أنه يوضح مجموعة من المعاني أو المفاهيم المتعلقة بذلك المجال.
يشتمل المكنز اللغوي على قائمة كاملة بالعلاقات والمواصفات الهرمية والتكافؤية والترابطية التي توجد بين بعضها البعض، حيث يتم ترتيبها بشكل يساهم في تحليل محتوى أوعية البيانات، ويساهم في استرجاعها فيما بعد بكل سهولة.
المسرد اللغوي
يعد أحد أدوات الترجمة المفيدة، كما أنه عبارة عن قائمة تشتمل على معاني مترادفة من مجموعة كلمات مخصصة في مجال ما بلغتين أو أكثر من لغتين، ويتم ترتيبها بشكل هجائي على حسب حروف إحدى اللغتين.
المسرد اللغوي يختلف عن المعاجم والقواميس في أنه أصغر حجم منها، ولا يكون شامل مثلهما.
إضافة إلى أنه لا يعمل على توضيح أي معلومات عن الكلمات التي يشملها، بل أنه يشتمل على مصطلحات متخصصة وألفاظ غريبة مرتبطة بتخصص معين في مجال ما.
وذلك لتسهيل حصول المترجم على الترجمة المثالية لكل المرادفات الغريبة التي تواجهه خلال عمله.
ثانيًا: أدوات الترجمة الإلكترونية
إن التطور التكنولوجي الذي نشهده حولنا في كل يوم ساعد في العثور على الكثير من ادوات الترجمة الفعالة ذات التأثير الكبير على جودة النصوص المترجمة.
إلا أنه مهما بلغ تطور هذه الأدوات فإنها لا تقدر بمفردها على تقديم ترجمة ذات كفاءة عالية بنسبة كاملة، لكنها تساعد المترجم على أداء عمله بكل سهولة، وسوف نتعرف على تلك الأدوات من خلال السطور التالية:
برمجيات معالجة الكلمات
تعد من أحد الأدوات التي يحتاج لها المترجم بشكل دائم في عمله، حيث إنه بسبب التطور أصبح المترجم يستخدم برمجيات معالجة الكلمات منها برنامج Microsoft Word وGoogle Documents.
حيث الأدوات تساعد على تنسيق النصوص بالشكل الذي ترغبه وتتمكن من اكتشاف الأخطاء النحوية والإملائية التي توجد في النص واقتراح تصحيها.
إضافة إلى أن هذه البرامج تحتوي على عداد الكلمات الذي يساعد على تحديد حجم النص المراد ترجمته بكل دقة فبالتالي يقوم بتحديد مدة الانتهاء منه بشكل مبدئي وأيضًا سعر الترجمة بشكل عام.
القواميس والموسوعات الإلكترونية
من الصعب أن يمتلك المترجم كل القواميس المتخصصة بشكل ورقي، كما أن البحث فيها يمكن أن يكون أمر متعب ويأخذ وقت طويل.
لذلك أصبحت القواميس والموسوعات الإلكترونية حل مناسب يمكن عن طريقه أن يبحث المترجم عن أي كلمة يرغب في التعرف على معناها بكل سهولة وفي أسرع وقت.
إضافة إلى أن المترجم يتمكن من البحث عن أي كلمة يحتاج لها بأي لغة وفي أي تخصص عن طريق هذه القواميس.
يوجد الكثير من القواميس والمعاجم الإلكترونية التي يتمكن المترجم من الحصول عليها في شكل برمجيات يعمل على تنصيبها على جهاز الكمبيوتر، والتي منها برمجيات قواميس أكسفورد والمورد وكولينز وغيرها العديد.
ادوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools
استعمال CAT Tools يساعد في وقت الترجمة على جعل العمل سريع وسهل وبجودة عالية، كما أنها تعد عنصر مهم في زيادة إنتاجية المترجم.
حيث إنها تعمل على بإظهار اقتراحات للعبارات والكلمات التي قمت بترجمتها من قبل، وتوفر مجهود البحث عن ترجمة المصطلحات خاصةً المعقد منها مرة أخرى.
يوجد الكثير من برمجيات CAT Tools المشهورة التي يعتمد عليها المترجمين المحترفين خلال عملهم، والتي يختلف دور كل منها عن الأخرى، منها ما يكون للتدقيق اللغوي ومنها ما يعمل مثل ذاكرة ترجمة أو قائمة مصطلحات أو غيرها.
إضافة إلى أنه يوجد أدوات مفتوحة المصدر ومجانية يتمكن المترجمين المستقلين من الاعتماد عليها، ومنها يكون بشكل مدفوع لأنه يعمل على تقديم مزايا أكثر، ويعد من أشهر أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب:
- SDL Trados Studio.
- MemoQ.
- Wordfast.
- OmegaT.
- Memsource.
- CafeTran Espresso.
- XTM.
- Alchemy Catalyst.
- SDL Passolo.
وظائف أدوات الترجمة باستخدام الحاسوب CAT Tools
تتنوع الوظائف التي يمكن أن تقدمها أدوات الترجمة CAT Tools والتي يمكن للمترجمة الاستفادة بها في عمله، ويعد من أهم هذه الوظائف التي تقدمها أدوات الترجمة CAT Tools:
- التدقيق النحوي/والإملائي، والتصحيح التلقائي: هي أداة تكون داخل إما عملية المعالجة الخاصة ببرنامج MS Word أو داخل أي برنامج آخر.
- المراجعة السياقية: المراجعة السياقية تعمل على عرض المستند بلغته، وعرض المصدر الذي يترجم منه، إضافة إلى المستهدفة التي يترجم إليها، وكل هذا في نفس الوقت.
- البحث في النص: هي من ضمن ادوات الترجمة التي تجعل المترجم يتمكن من إيجاد مصطلح أو عبارة في النص بوصفها مرجع له.
- برامج إدارة المصطلحات: هو برنامج مختص في إدارة المصطلحات التي تظهر في المستند، حيث إن قاعدة بيانات تخزن المصطلحات بصورتيها في اللغة الهدف واللغة المصدر، كما أنه يوفر للمترجم طرق سهلة للحصول على الترجمة الدقيقة للمصطلح، إضافة إلى اتساق ترجمته وتوفير وقته في البحث.
- التطابق بين الصيغ اللغوية: هي أداة من ادوات الترجمة تعرض الحالات التي تم فيها ترجمة كلمات محددة في السابق في مجموعة نصوص منها ذاكرة الترجمة.
- المحاذاة: إن برامج المحاذاة تعمل على تقسيم النصوص في اللغتين الهدف والمصدر إلى أجزاء، وبعدها تحدد أي جزء منها يقابل الآخر، وهذا من أجل بناء ذاكرة ترجمة، كما يمكن استيراد النص الموازي من إحدى ذاكرات الترجمة أو يمكن استعمالها على أنها مرجع لترجمة في المستقبل.
ذاكرة الترجمة
هذه برامج تخزن النصوص التي سبق ترجمتها في اللغتين الهدف والمصدر، وتعلم على استرداد الأجزاء المترجمة في السابق والترجمة ذات صلة أو المماثلة للجزء الحالي.
كما هو الحال مع برامج إدارة المصطلحات، فإن ذاكرات الترجمة توفر الوقت وتقلل من الجهد المبذول في عملية البحث، إضافة إلى أنها تساعد على زيادة الانتاجية وتحافظ على ملائمة الترجمة.
ضمان الجودة
ضمان الجودة هو برنامج يمسح النصوص ثنائية اللغة ويتأكد من الأخطاء في النص المستهدف، والأرقام غير الصحيحة أو المفقودة وتنسيق الأرقام وعدم الالتصاق والمصطلحات غير الصحيحة والعلامات المفقودة والأجزاء غير المترجمة.
حيث يساعد ذلك على تحسين جودة عملية التحرير ويضمن خلو المستند من الأخطاء بشكل نهائي، كما ينتج عنه رفع مستوى الجودة لإمكانية الوصول إلى مستوى رضا العملاء عنها وتلبية توقعاتهم.
إن ادوات الترجمة بمساعدة الحاسوب يمكن أن تتوافر من خلال الإنترنت أو تكون غير متصلة بالإنترنت، كما يمكن أن تعمل أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب من خلال الإنترنت في صورتها المستندة إلى الويب إما عن طريق مستعرض الويب أو في شكل برنامج على جهاز الحاسوب.
إضافة إلى أنها تقوم بدعم تنسيقات برامج MS Office وبرامج إنشاء التصميمات وغيرها العديد من البرامج.
أنظمة إدارة الترجمة TMS
ظهرت الحاجة لأنظمة إدارة الترجمة “TMS” أمام الأعمال التجارية التي تتطلع إلى الانتشار بشكل عالمي، وهذا لإمكانية التعامل مع مهام الترجمة المركبة.
إضافة إلى تبسيط عملية الإدارة بين العميل وفريق تقديم خدمة الترجمة، حيث إن أنظمة إدارة الترجمة تعمل على تنظيف تدفق العمل والمصطلحات وذاكرات الترجمة والترجمة الآلية وغيرها العديد من المهام التي تدخل في عملية الترجمة نفسها.
من الأغراض الرئيسية لأنظمة إدارة الترجمة هي إدارة تدفق العمل، حيث إنها تعمل على إتمام كل العمليات بداية من إدارة المستندات إلى التواصل بين أعضاء الفرق المتنوعة، أيضًا تسريع إكمال أغلب الأمور المنخرطة بكل كفاءة مع تقليل التكلفة.
إضافة إلى أن أنظمة إدارة الترجمة تساعد على تنظيف وإدارة ذاكرات الترجمة.
الترجمة الآلية
إن الترجمة الآلية تعد مجال فرعي من اللغويات الحاسوبية التي تساعد على استعمال برامج الترجمة، وذلك من لغة محددة إلى لغة أخرى عن طريق الحاسوب.
حيث إنك عن طريق الترجمة الآلية تتمكن من زيادة إنتاجيتك وترجمة مقدار كبير من المحتوى في أسرع وقت ممكن، ويوجد الكثير من النهج التي تستعملها ادوات الترجمة الآلية وهي:
المستندة إلى القاعدة
ادوات الترجمة الآلية تستخدم مجموعة من القواعد النحوية واللغوية، إضافة إلى أنها تعتمد في ترجمتها على الكلمات الشائعة في القواميس ثنائية اللغة، ولتتمكن من تقديم ترجمة متناسقة بمصطلحات دقيقة جدًا تستخدم المصادر ذات الصلة بالمجال.
الترجمة الآلية العصبية
الترجمة الآلية العصبية تعد نهج جديد جدًا لتدريب البرنامج على الطريقة المثلى لإخراج أفضل النتائج، وذلك النهج بات منتشر بين أدوات الترجمة الآلية وأيضًا محركات البحث، حيث يساعد على تقديم أفضل النتائج في العديد من الأزواج اللغوية في مجالات بعينها.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم التعرف على أفضل ادوات الترجمة التي تساعد المترجم على إتمام عملية الترجمة بكل سهولة ويسر وبجودة عالية.
اضف تعليق