كتب
سرور محمد ال
على وفق احصائيات يونسكو فنحن العرب مقصرين جدا فيما يتعلق بتفعيل حركةالترجمة بالوطن العربي ومما ذكرته يونسكو ان ما تم ترجمته في عموم الوطن العربي خلال ثلاثين عاما لا يصل الى ما انتجته دولة اوروبية واحدة من ترجمات في مختلف الميادين المعرفية وان العرب مقصرين كثيرا في نقل نتاجهم الثقافي والمعرفي للعالم عبر الترجمة
رد Esmail Zen Alabedeen
هذا شيء محزن فعلاً.. وكأن هناك تواطؤ لاشعوري بين الجميع وكأنها مؤامرة على الترجمة كي تبقى هزيلة كماً وكيفاً.. الإنسان العربي لا يقرأ ونادرون من يشترون كتاباً الآن خصوصاً في ظل الفقر والفقر المدقع الذي تعيشه الشعوب العربية وغلاء أسعار الكتب الآن ثم هناك الناشرون وهم غالباً “تجار” ولا يهمهم إلا الربح وغالباً ما ينشرونه يداعب جهل المجتمع أكثر من تنويره ولهذا نادرون من ينشرون كتباً تصدم الوعي العربي ونحن بحاجة ماسة إلى صدمات كثيرة.. وساعطيك مثال ترجمت كتاباً في علم النفس السلوكي لعالم النفس السلوكي الأمريكي ب ف سكنر وراسلت حتى الآن أكثر من ١٣ دار نشر في سوريا ولبنان والإمارات ومصر والكويت وكلهم اعتذروا عن نشره واذا راقبت ما ينشرونه فإنهم ينشرون كتب عادية للغاية ومكررة وحتى مبتذلة ربما لأنها تباع بسرعة.. لأن القارئ العربي سريع الملل ورأسه يؤلمه من الكتب الثقيلة التي تحتاج انتباه وتركيز متواصل وترجمت كتابين لغاندي وعن غاندي ونفس الشيء لا أحد يريد نشر هذه الكتب رغم اني امضيت حوالي ستة أشهر متواصلة ليلا نهارا حتى ترجمت كتاب سكينر “ماوراء الحرية والكرامة” ومازال الكتاب بلا نشر اما كتب الحب والعشق والزواج والخرافات التي تتاجر بمشاعر الناس تنتشر كالنار.. الناس لا تقرأ والناشرون يبحثون عن المال فقط وكان احد اسباب رفض كتابي عبارة مؤلمة في اعتذارهم – وبعضهم حتى لم يعتذر بل تركني بلا رد وتجاهل الرسائل – كان رد اغلب دور النشر “نعتذر لأسباب تسويقية” هكذا السوق لايريد ان يقرأ يريد أن يتسلى أو يضحك أو يقتل وقت فراغه فقط.. والكثير من الناشرون يجاملون البعض لأجل علاقات خاصة فقط.. اعرف دار نشر مشهورة في سوريا تنشر لمترجمة “تسرق” ترجمة احد المترجمين وتنسبها لنفسها ورغم تنبيهي لصاحب دار النشر الا أنه لم يكترث.. قلت هناك تواطؤ بينه وبينها أو مصالح أو… وينشر لها ترجمات هزيلة للغاية… هذا شائع في البلاد العربية.. وهناك المترجم الذي لايطور نفسه ومعظم الكتب المترجمة مفككة وركيكة قياسا بالنص الأصلي.. لاتوجد قوانين تحكم العملية.. كل شيء خاضع للاقدار والصدف والحظ وليس للاحتراف والاتقان وحتى إلى الآن الحلاقين لديهم نقابة ولكن المترجمين بلا نقابة!!!! واذا لم تكوني مترجمة مشهورة فسوف تتعرضين للابتزاز والاستغلال.. اول كتاب قمت بترجمته ابتزني مدير دار النشر واعطاني اجر زهيد للغاية لأنني غير معروف!!!!! وهكذا تضيع حركة الترجمة بين الأقدام.. ونرى اغنية تافهة سخيفة بلا معنى تنتشر كالطوفان وكتاب لا يقراه إلا نصف واحد بالمية من مجموع السكان… مأساة حقيقية.. والقصة طويلة للغاية مؤلمة جدا
إيفا آدم